رئيس الحكومة: لا يجوز أن يبقى مقام الرئاسة خالياً ولا ليومٍ واحد

ألقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كلمة، خلال رعايته امس الجلسة الافتتاحية لورشة العمل لرؤساء مجلس القضاء الاعلى وغرف التمييز الاولى العربية الاوروبية، في فندق الحبتور، بدعوة من المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية، ومما قاله: “في مطلع هذا الشهر دخل لبنان فراغه الرئاسي الخامس منذ الاستقلال. وفي مقارنة سريعة بين التواريخ نجد أن الفراغ الأول عام 1952 استمر أربعة أيام فقط، انتخب على إثرها رئيس جديد للبلاد. أما الفراغ الرابع فقد استمر سنتين وأربعة أشهر، في دلالة قاسية على تراجع قيمة الوقت الوطني الذي كان ينبغي لنا أن نستغله كاملا، ونستفيد من كل ثانية فيه من أجل العمل على الخروج من الأزمات والنهوض بالوطن. إن مقام رئاسة الجمهورية بما له من قيمة دستورية ووطنية وميثاقية، ومن دور كرسه اتفاق الطائف، يشكل عنوان انتظام عمل السلطات كلها، فلا يجوز أن يبقى خاليا، ولا ليوم واحد، لأن خلو سدة الرئاسة  يعطب الحياة الدستورية، ويعيق تعافي البلاد”.

اضاف: “من هنا دعوتي إلى الجميع ألا يطول زمن الفراغ وأن يصار إلى انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة جديدة، بسرعة تحمي البلد وتحفظ الدولة، فتنتهي حالة تصريف الأعمال التي هي بطبيعتها موقتة ومحصورة بالأمور التي تدخل في نطاق هذا المفهوم. وكل مقاربة أخرى لهذه القضية الوطنية الكبرى، ليست سوى حسابات سياسية شخصية ضيقة، لا يجوز التوقف عندها في هذا الظرف العصيب على المستويات كافة”.

وأكد ميقاتي ان “ما تقوم به حكومتنا في الوقت الراهن هو العمل المطلوب دستوريا ووطنيا، ونحن نقوم بواجباتنا مع سائر الوزراء بكل ضمير حي لتمرير هذه المرحلة الصعبة في انتظار انتخاب رئيس الجمهورية. ولكن يبدو أن  هواة التعطيل واضاعة الفرص لا يريدون، حتى ان نقوم بهذا الواجب، ويحاولون وضع كل العراقيل أمام مهمتنا الواضحة، وباتوا يجاهرون بارادة التعطيل والسعي لشل الحكومة. وهذا التعطيل والشلل، في مطلق الاحوال، لن يصيب الا شؤون البلد والمواطنين.

كما أن الايحاء للرأي العام بأن الحكومة راغبة في الحلول مكان رئيس الجمهورية، او تعمل لمصادرة صلاحياته ، تضليل ونفاق. وحري بمن يطلق هذه الاقاويل ان يقوم بواجبه الدستوري في انتخاب رئيس في المجلس النيابي، لا أن يصر على  تعطيل الاستحقاق”.

وسأل: “أوليس من العدل المحض أن نكون منصفين بحق الوطن، فنعمل على انتظام الحياة الدستورية فيه؟ بلى! وما أصدق القائل: لن تكون إنسانا ما لم تكن عادلا. عشتم، عاشت العدالة والقضاء، وعاش لبنان”.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *