شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – مقفلة والمفتاح مفقود

الأفق اللبناني مقفل، ليس ثمة بارقة أمل على الإطلاق مهما كانت صغيرة. إنها أعلى درجات اليأس والإحباط. فهل أن لبنان متروك إلى مصيره لأن اللبنانيين، شعباً وقياداتٍ ومسؤولين في السلطة وخارجها، ليسوا على قدر الكوارث الحالّة بهم إمّا عن جهل، وإمّا عن يأس، وإمّا عن تواطؤ البعض، وإمّا عن مصالح تتحكّم بها نفوس مرتَهَنة…

وقبيل 48 ساعة على الموعد المحدّد للجلسة الثانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكن الجزم بأنّ لا تطوّر جديداً يُعتَدُّ به لجهة أي حلحلة، ولا حتى بوادر الحل، ما يمكن أن ينبثق منها مؤشِّر ولو ضئيل نحو قرب فكّ شيفرة الباب الموصَد أمام وصول رئيس إلى السدة الرئاسية التي ستخلو من شاغلها بعد عشرين يوماً بالتمام والكمال.

ولم تكن مصادفةً أن يعود الرئيس نبيه بري إلى نقطة الصفر في الاستحقاق الرئاسي، وهو الذي دعا إلى جلسة الانتخاب بعد غد. فقد كان لافتاً جداً ما ورد في بيان المجلس الرئاسي في حركة أمل، أمس، وقد ورد فيه الآتي: «إن الوضع الداخلي المتأزم نتيجة المسارات السياسية المقفلة، يستوجب من القوى السياسية الفاعلة فتح أبواب الحوار من أجل الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية تكون قوته في قدرته على جمع اللبنانيين من حوله لمواجهة التحديات التي تحيط بلبنان» (…). ويأتي هذا الكلام استطراداً وتأكيداً على الكلمة التي اختتم بها الرئيس بري جلسة الانتخاب الأولى قبل أيام عندما حث النواب على الحوار والتوافق توصّلاً لانتخاب الرئيس. إلّا أنه، بالتأكيد، يشكّل دليلاً قاطعاً على المراوحة في المكان والزمان، بانتظار أن يفرجها الله، فيطل على اللبنانيين رئيس يتولّى، على الأقل، سدّ الفراغ الذي ستترتب عليه تداعيات مهولة، خصوصاً وأن اللبنانيين في واحدةٍ من أكثر مراحل تاريخهم الحديث فظاعةً وشناعةًّ… وكأن اللعنةَ التي حلّت بهم قدرٌ لا مفرّ من استدامته، في وقت يبدو مفتاح الحلول، وإن بسيطة، ضائعاً في مكان مجهول.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *