دولة الرئيس «اقطع» زيارتك الى لندن ونيويورك وَعُدْ الى بيروت

تردّدت كثيراً قبل أن أكتب هذا المقال… وكنت أحاول منذ مدّة طويلة أن أضيء على إيجابيات أعمال رئيس الحكومة خاصة وأنّ الظروف التي يمر بها البلد لا تتحمّل أي غلطة ولكن….

بعد الذي حدث يوم الجمعة الفائت من اعتداءات على 4 بنوك، واحتجاز موظفين ومواطنين لا ذنب لهم… إلاّ انهم يحاولون أن يحصلوا على قسم بسيط من أموالهم.

الذي حدث يوم الجمعة الفائت كان يجب أن يدفع برئيس الحكومة الى إلغاء زيارته الى لندن للمشاركة في جنازة الملكة إليزابيث، وأظن أنّ وجوده في هذه الجنازة لا يقدّم ولا يؤخر، خاصة لو تساءلنا من سيكون رئيس حكومة لبنان، أمام المشاركين من ملوك ومن رؤساء… لو نظرنا الى حجم لبنان وموقعه وتأثيره على العالم. هذا بالنسبة لزيارة لندن.

في وقت وصلت الكهرباء الى ساعة تغذية واحدة في اليوم وفي بعض المناطق حتى في بيروت انقطاع دائم ولا كهرباء.

كما أن الوضع المالي والاقتصادي سيّئ ومخيف، وبعض العائلات لا تحصل على حليب للأطفال، وإذا نظرنا أكثر في أوضاع أكثرية اللبنانيين نرى اننا وصلنا الى وضع صعب جداً.

في هذا الوقت وفي ظروف صعبة جداً قام دولته بالسفر الى بريطانيا وتحديداً الى لندن للمشاركة في تشييع ملكة بريطانيا.

صحيح ان دولته يملك طائرة خاصة، وأنه لن يتأثر بدفع محروقات لطائرته… كذلك فإنه يملك بيوتاً في لندن.. بمعنى آخر أنّ هذه الزيارة لن تكلف الدولة اللبنانية أي تكاليف…

ولكن… ماذا عن زيارة أميركا؟ وتحديداً للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة؟.. هناك سؤال أتمنى أن يجيبني عليه واحد من المتابعين لسياسة الدولة، وهو: ماذا سيحدث لو ان دولته لم يذهب الى نيويورك؟ وهل سينعكس ذلك على الأوضاع الأمنية والاقتصادية في لبنان؟

من شاهد دولته كم كان ضعيفاً على التلفزيون في مجلس النواب خلال إلقاء كلمته بالدفاع عن الموازنة… هذا المنظر يؤكد ان كل ما يفعله دولته هو تدوير الزوايا… وتأجيل المشاكل والمراوغة في الحلول…

كنت أتمنى ولو لمرة واحدة، أن يكون هناك مشروع عند دولته يطرحه ويبحثه مع جميع أركان الدولة. كل ما أستطيع قوله: إنّ موقفه كان ضعيفاً ورمادياً من جميع المشاكل المطروحة.

على كل حال.. وبالرغم من ان الانتخابات النيابية حصلت، فهناك سؤال لدولته: لماذا لم يترشح للانتخابات؟ والسؤال الثاني: كيف يمكن أن يكون زعيماً للسنّة وهو لم يترشح للانتخابات المذكورة؟

أحد الخبثاء قال لي: إنّ أموال دولته كلها مجمّدة في البنوك، ولكن لا أحد يعلم في أي بنك منها، وفي أي دولة؟ والانتخابات كما تعلمون بحاجة الى مصروف كبير ودولته -هذه الأيام- لا يملك «الكاش» كي يصرف على الانتخابات لأن الدفع فيها يجب أن يكون فورياً.

خبيث آخر قال إنّ دولته لم يترشح لأنّ الرئيس سعد الحريري لم يترشح… وهو كان ينتظر الرئيس الحريري، لأنّ الرئيس الحريري لو حضر فستكون كل التكاليف المالية للانتخابات على حسابه.. وبما ان الرئيس الحريري لم يشارك لذلك فهذه حجة لدولة الرئيس ميقاتي كي لا يخوض الانتخابات…

يبدو ان الرئيس ميقاتي لم يتنبّه انه اليوم رئيس حكومة مستقيلة، ورئيس حكومة مكلف ولكن على الصعيد الشعبي فإنه لا يمثل زعامة سنّية، لأنه لم يخض الانتخابات النيابية، وهذه نقطة ضعف كبيرة في موقفه وموقعه.

أخيراً، لو كنت مكان الرئيس ميقاتي، لعدت الى بيروت وعملت على حل مشكلة تشكيل الحكومة لأنه كما يبدو ان «الحزب» قد ضغط ضغطاً كبيراً من أجل تشكيل هذه الحكومة، لأنّ الجميع لا يريدون ترك أي ثغرة قانونية أو دستورية بالنسبة للحكومة المستقيلة، وما دامت حظوظ عدم انتخاب رئيس للجمهورية أصبحت كبيرة، والشغور في موقع الرئاسة صار واقعاً، فإنّ اللبنانيين معتادون على ذلك، كما جرى أيام الرئيس ميشال سليمان لمدة سنة ونصف السنة ولمدة عامين ونصف العام من أجل مجيء أسوأ رئيس جمهورية في تاريخ لبنان.

العالم والتاريخ والشعب لن يسامح من تسبّب بانتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية الذي صرّح بأنّ لبنان ذاهب الى جهنم… أما بالنسبة لانتخاب رئيس جديد فنحن أمام شغور في موقع الرئاسة لا أحد يعلم الى متى…

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *