مواد نووية “مخفيّة” في إيران تثير قلقًا أمميًّا وأوروبيًّا


أشار تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إمكانية وجود مواد نووية في موقع غير مصرّح به في إيران. وهو ما يثير قلقًا أوروبيًّا، خاصة وأنّ ذلك يتزامن مع تقليص إيران لعمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الأممية.

قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير إطّلعت عليه وكالة فرانس برس في فيينا، الثلاثاء (23 فبراير/شباط 2021)، إنها “قلقة للغاية” حيال إمكانية وجود مواد نووية في موقع غير مصرّح به في إيران.

وأتى هذا التقرير في جوّ من التوتر، فيما بدأت إيران الحد من عمليات التفتيش، التي تقوم بها الوكالة الأممية، بعد إنتهاء مهلة حدّدتها إيران لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

وسبق أن أشارت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى هذا الموقع في تقريرها الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر، معتبرةً توضيحات جمهورية إيران الإسلامية “غير موثوقة”. والموقع هو مستودع في توركز آباد في العاصمة الإيرانية.

وكانت إيران أعلنت، مطلع كانون الثاني/ يناير، بدء إجراءات التخصيب بنسبة 20%، في ما يُعتبر أكبر تجاوز لتعهّداتها. وأظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الثلاثاء، أن إيران أنتجت، بالفعل، 17.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب.

وكتبت الوكالة في التقرير أن “وجود جزئيات من اليورانيوم، الناجمة عن نشاط بشري، غير مصرّح بها من جانب إيران، يعكس، بشكل واضح، وجود مواد نووية و/أو معدّات ملوَّثة بمواد نووية في هذا المكان”.

وقالت الوكالة “بعد 18 شهرًا، لم تقدّم إيران، بعد، التفسيرات اللازمة والكاملة والتقنية الموثوقة” مشيرةً إلى أنّ مديرها العام، رافايل غروسي Rafael Grossi، الذي توجه في نهاية الأسبوع الماضي إلى طهران، أعرب مجدّدًا عن “قلقه حيال غياب التقدم” في هذه المسألة.

وباتت كمية اليورانيوم الضعيف التخصيب تتجاوز حاليًّا بـ14 مرة الحدّ المسموح به في الاتفاق المبرم بين إيران وعدة دول غربية عام 2015، بحسب هذا التقرير الجديد الذي سيدرسه مجلس حكام الوكالة الأسبوع الماضي.

وتخلّت إيران، تدريجيًّا منذ العام 2019، عن العديد من القيود التي وافقت على أن تُفرض على برنامجها النووي في مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وذلك ردًّا على الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق حول الملف النووي الإيراني.

ووعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بالعودة إلى الإتفاق، شرط أن تعود إيران، مسبقًا، إلى إحترام إلتزاماتها التي بدأت بالتخلي عنها ردًّا على العقوبات الأمريكية ضدّها التي فرضها ترامب.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أكّدت أن إيران بدأت إنتاج اليورانيوم المعدن لتغذية مفاعل الأبحاث في طهران، وهي المادة التي يمكن إستخدامها في تصنيع الأسلحة النووية.

أسف أوروبي

وأعربت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، الثلاثاء، عن “أسفها العميق” لقرار إيران الحد من زيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشدّدة على “طابعه الخطر”.

وجاء في البيان “نحن، وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، نعرب عن أسفنا العميق لبدء إيران (..) تعليق العمل بالبروتوكول الإضافي وإجراءات الشفافية” الواردة في الإتفاق النووي الإيراني، مشدّدين على “الطابع الخطر” لقرار طهران.

وأضاف وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، “ندعو إيران إلى وقف كل التدابير التي تقلّص الشفافية والرجوع عنها والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

وهذه الدول الثلاث مشاركة في اتفاق 2015 إلى جانب الولايات المتحدة التي خرجت منه العام 2018، وروسيا والصين.

وأكّد الوزراء أن هدفهم “يبقى الحفاظ على الإتفاق ودعم الجهود الدبلوماسية التي تُبذل (للتوصل) إلى حلّ تفاوضي يتيح عودة إيران والولايات المتحدة إلى الإحترام الكامل لإلتزاماتهما”.


Reuters | AFP

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *