بو عاصي: رصيد رئيس الجمهورية تبدد اليوم وفقد ثقة الشعب


رأى عضو تكتل “الجمهورية القوية”، النائب بيار بو عاصي، أن “وجود حكومة ليس ترفا، وما يحصل في طرابلس جرس إنذار”، معتبرا أن “المزيج السياسي، بين سلطة حزب الله والكباش القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، لن ينتج حكومة اليوم، وهذا يتم على حساب الناس”.

وقال في حديث عبر “صوت بيروت”: “القوات اللبنانية لا تأخذ خياراتها إلا وفق قناعتها، وهذا مسارها منذ حملت السلاح دفاعا عن لبنان الى اليوم، ودخلت المعتقل ثم شاركت في الحكم، فمسارها لا يتغير وقناعاتها لا تتغير”.

وردا على سؤال، أجاب: “«نحن رجلينا في الفلاحة»، ولا نحاول إستغلال ثورة 17 تشرين، فنحن، منذ 2 ايلول 2019، طالبنا، وفق قناعاتنا، بحكومة إنقاذية من اختصاصيين مستقلين. وحين تطالب الثورة بهذه الأمور، وبالشفافية في العمل السياسي، وتصرخ صرخة الجوع والالم، كنا ولا نزال الى جانبها، لكننا ضد الشعارات الشعبوية والشمولية و«كلن يعني كلكن»، ولا نقبل من احد ان ينعتنا بالفساد والرشاوي والخروج عن الاخلاقيات السياسية”.

ولفت إلى أن “كل احد شارك بالحكم تحوم حوله شبهات فساد. ليكن القرار الفيصل للقضاء، فيحدد مَن مرتكب ومَن غير مرتكب، وليبدأوا بنا كقوات لبنانية”.

واعتبر أن “رصيد رئيس الجمهورية تبدد اليوم وفقد ثقة الشعب، والأحداث الأخيرة وإنفجار المرفأ خير دليل على ذلك”، وقال:”ما من أحد، في لبنان، أخذ رصيدا مماثلا للذي أخذه الرئيس عون، ففي المرحلة التي عُيّن فيها رئيس حكومة انتقالية –وكان فيها رئيسًا للسلطة التنفيذية، وقائدا للجيش في غياب مجلس النواب، وبوجود مجتمع متجانس ودعم شعبي– أنهى كل ذلك بحروب مدمّرة. ونهض مجددا، بعد ذهابه الى فرنسا، ونال ثقلا شعبيا كبيرا حتى وصل، بدعم مباشر من حزب الله بشكل اساسي ومن خلال التسوية، الى سدة الرئاسة. ولكن ماذا فعل بهذا الرصيد؟ ماذا فعل لمن وثق به من الشعب، ونظر اليه على انه المنقذ كأساس لاعادة بناء الدولة والاستقرار والازدهار؟ هذا الرصيد ليس ملكك بل ملك الناس”.

ولفت الى ان “القوات اختارت بين خيار انتخاب عون كرئيس وموت الجمهورية، فالإنتخابات حصلت، بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ الرئاسي، ما اجبرها على هذا الخيار لعدم الذهاب الى الفوضى، ضمن اطار اتفاق سياسي لم يحترم من الطرف الآخر، وبالتالي لم يكن خيارها الاول”، مذكرا انها “رشحت رئيس الحزب، الدكتور سمير جعجع، خلال هذه المدة، ولكن لم تبق اي من المجموعة المحيطة بها في وقت فرض حزب الله خيار عون او الفوضى”.

وعن موقف القوات من حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، ذكر أن “القوات اللبنانية اول من اثار موضوع الحاكم، منذ العام 2017، عبر نائب رئيسها، النائب جورج عدوان، من تحت قبة مجلس النواب، وشُنّت عليها، حينها، حملة: كيف تتناول موقعًا مسيحيا لا يُمس، فيما أموال الناس تُمس”، واشار الى انه “مَن أوقع بالدولة، سوء الادارة والفساد. ما غرّق المصارف، أنها أدانت الدولة. ترافق ذلك مع غضّ نظر من قِبَل لجنة الرقابة على المصارف والحاكم”، مذكرا “اننا من قدمنا اقتراح قانون افضى الى رفع السرية المصرفية لمدة سنة من اجل السير بالتدقيق المالي الجنائي، لا غطاء لأحد ونحن مع عمل القضاء بشفافية تامة”.

وجدد بو عاصي التأكيد ان “الهدف الأساس، في هذه المرحلة، اجراء انتخابات نيابية مبكرة، واسقاط المجلس الحالي، واعادة انتاج السلطة”، وشدّد على ان “الإستقالة من المجلس لا تغير اي شيء”، معتبرا “ان ردّة فعل بعض النواب، التي دفعت بهم الى الاستقالة، خطوة خاطئة. إذ، في مجلس النواب، تحديات كبرى كان من واجبهم مواجهتها”.

وختم: “وجود المعارضة، في مجلس النواب، ليس امرا سلبيا؛ بل، على العكس، امر مهم وطبيعي. فالإستقالة لن تحل لا ازمة كورونا، ولا خطة اللقاح، ولا قانون الانتخابات. نحن لا نريد الإستقالة، بل إقالة المجلس”.


Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *