إحراق بلدية طرابلس والمحكمة السنيّة الشرعية.. غضب المحتجين يتصاعد


تصاعد غضب المحتجين في طرابلس لليوم الرابع على التوالي بسبب تردي الأوضاع المعيشية في لبنان التي فاقمها تشديد اجراءات الإغلاق العام، محملين المسئولية في ذلك للسياسيين اللبنانيين.

صبّ محتجون جام غضبهم أمام منازل زعماء طرابلس، في شمال لبنان، في رابع أيام التظاهرات، وأضرموا النيران في مستوعبات القمامة، وحطموا كاميرات مراقبة، محملين سياسيي المدينة مسؤولية أوضاعهم المعيشية الصعبة التي فاقمها تشديد اجراءات الإغلاق العام الأخيرة.

وأقدم بعض المحتجين، في وقت متأخر من مساء الخميس، على إحراق مبنى البلدية في مدينة طرابلس، شمالي لبنان.

وانتقل بعض المحتجين، بعد إخفاقهم في الدخول إلى سرايا مدينة طرابلس بعد مطاردتهم من قبل القوى الأمنية والجيش اللبناني، إلى مبنى البلدية، وهو مبنى تراثي، وأقدموا على خلع أبوابه وتكسير الزجاج فيه وأضرموا النار فيه. وقامت القوى الأمنية بملاحقة المشاركين في عملية إضرام النيران في المبنى.

وكان حريق قد اندلع، في وقت سابق مساء الخميس، في المحكمة السنّية الشرعية داخل السرايا في مدينة طرابلس، شمال لبنان، جراء إلقاء قنبلة مولوتوف من قبل المحتجين، الذين ألقوا 3 قنابل يدوية حربيه إضافيه داخل السرايا .

وتجدّدت، عصر الخميس، المواجهات بين قوات الأمن وعشرات المحتجين الذين حاولوا مجدداً اقتحام سراي طرابلس، المقر الإداري والأمني الأبرز في المدينة والذي يشكل ساحة مواجهة بين الطرفين منذ مطلع الأسبوع. وردّت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع.

وأسفرت المواجهات مع قوات الأمن، مساء الخميس، عن إصابة ما لا يقل عن 102 أشخاص بجروح، نقل خمسة منهم إلى مستشفيات المنطقة، بحسب تغريدة للصليب الأحمر اللبناني، لتصبح الحصيلة الإجمالية للمصابين أكثر من 300 شخص، غالبيتهم أصيبوا ليل الأربعاء.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي أنّ 41 عنصراً وضابطاً من صفوفها في عداد الجرحى، وقالت إن 12 منهم أُصيبوا جرّاء إلقاء قنابل يدويّة، وبينهم إصابات بليغة.

وتوفي شاب، الخميس، متأثراً بإصابته خلال المواجهات ليلاً، ما أثار غضباً واسعاً في المدينة ونقمة ضد قيادييها، وبينهم رئيس حكومة ووزراء سابقون ممن يتصدّرون قائمة أثرياء البلد.

“أحرقوا قلوبنا”

وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية إن المحتجين انتقلوا من ساحة عبد الحميد كرامي إلى مقر بلدية طرابلس وبدأوا برشقه بالحجارة وبقنابل المولوتوف “مما أدى إلى اندلاع حريق كبير بداخله”.

وقال عمر قرحاني، وهو أب لستة أطفال عاطل عن العمل، بسخط لوكالة فرانس برس على هامش مشاركته في المسيرة “نجول على منازل السياسيين كافة وطلبنا أن نحرق بيوتهم جميعاً كما أحرقوا قلوبنا”. وأضاف: “ليتجرأ أي سياسي على السير في شوارع طرابلس”

وتعد المدينة من الأفقر في لبنان وتشهد منذ الإثنين مواجهات ليلية عنيفة بين قوات الأمن ومحتجين غاضبين من تدابير الاغلاق العام للحد من انتشار وباء كوفيد-19 في خضم الانهيار الاقتصادي المتزايد.

أوضاع سيئة

وغالباً ما يتظاهر محتجون منذ انطلاق تظاهرات شعبية غير مسبوقة ضد الطبقة السياسية في خريف العام 2019، شاركت فيها طرابلس بكثافة، أمام منازل النواب والوزراء في طرابلس. ويتهمونهم بإهمال المدينة ومرافقها وسكانها.

وبحسب تقديرات للأمم المتحدة عام 2015، يعاني 26 في المئة من سكان طرابلس وحدها من فقر مدقع ويعيش 57 في المئة عند مستوى خط الفقر أو دونه. إلا أن هذه النسب ارتفعت على الأرجح مع فقدان كثيرين وظائفهم أو جزءاً من مدخولهم على وقع الانهيار الاقتصادي، الأسوأ في تاريخ لبنان.

ويشهد لبنان، منذ نحو أسبوعين، إغلاقاً عاماً مشدّداً مع حظر تجوّل على مدار الساعة يعدّ من بين الأكثر صرامة في العالم، لكن الفقر الذي فاقمته أزمة اقتصادية متمادية يدفع كثيرين الى عدم الالتزام سعياً الى الحفاظ على مصدر رزقهم.

ولا يمنع تشدّد السلطات في تطبيق الإغلاق العام الذي يستمر حتى الثامن من شباط/ فبراير وتسطير قوات الأمن يومياً الآف محاضر الضبط بحق مخالفي الإجراءات، خصوصا في الأحياء الشعبية.


AFP | DPA

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *