شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – لقاء الهواجس والمخاوف

لقاء مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم مع رئيس وأعضاء الرابطة المارونية، في حضور رؤسائها السابقين، قد يكون مندرجاً في إطار سلسلة لقاءاته اللافتة مع مختلف الفاعليات السياسية والاقتصادية و(…) البارزة، إلا أنه اتخذ أمس بالتحديد، بعداً وطنياً بالغ الأهمية. وتكفي مراجعة ما تضمنته الكلمات المتبادَلة من مضامين كبرى، ليتبين أن المرحلة اللبنانية الراهنة هي مرحلة الهواجس الحقيقية والمخاوف الفعلية على المستقبل والمصير.

رئيس الرابطة السفير خليل كرم باح بما في الطوايا من دون أي لبس أو إبهام، وركز على قضية النزوح السوري الذي بلغ ذروة تعقيداته ومضاره الوجودية، محذراً من مخطط مشبوه لعملية «تحوّل سكاني قد يفضي إلى نزاعات دامية تكون معه نهاية لبنان لا سمح الله» (…).

وكلام اللوء ابراهيم جاء، هو أيضاً، على قدْرٍ كبير جداً من المسؤولية وهو الذي تحدث من موقع العارف في أعلى هرم خزّان المعلومات الدقيقة، ومن الحرص على الدور المسيحي، داعياً الرابطة المارونية إلى استنفار طاقاتها كلها للقيام بدورها الريادي في المرحلة «شديدة الحساسية»، وكذلك استنفار الطاقات كلها والدفع الحقيقي في عملية الحوار داخل الصف المسيحي، وبالخصوص على الصعيد الماروني (…) «كون الموارنة كان لهم الدور الرائد في إنشاء دولة تشاركية تحولت إلى وطن الرسالة»، وذلك للمساعدة على الخروج من الأزمة السياسية عبر «الإلحاح الفاعل لإنجاز الاستحقاق الرئاسي لأن دولة بلا رأس هي دولة تنزف على طريق الموت»!

وهكذا التقى رئيس الرابطة المارونية ومدير عام الأمن العام على خطورة المرحلة والمخاوف الحقيقية من الواقع اللبناني الصادم إلى درجة أن حذّر الأول من نهاية لبنان، وحذر الثاني من النزف حتى الموت.

وبعد، هل يدرك المسؤولون جميعهم هذا الواقع الأليم فيتخلّوا، ولو لمرة واحدة، عن أنانياتهم وأحقادهم وارتباطاتهم… التي تدفع بهذا الوطن قدماً نحو الفناء؟!

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *