الرئيس عون يستقبل التميمي: نقدّر للعراق موافقته على تزويدنا النفط الخام مقابل الخدمات الطبية


أكّد رئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، إستعداده الكامل “لتسهيل تطبيق الإتفاقيّات الموقّعة بين لبنان والعراق”، معربًا عن أمله في “التوصل إلى سوق مشتركة بين دول المشرق العربي”، الذي لطالما سعى إلى تحقيقها سابقًا قبل الحروب التي شهدتها دول المنطقة. وكشف أنّه سيعاود درس إمكانية طرح مبادرته ذات الصلة من جديد.

وأعرب الرئيس عون عن تقديره عاليًا لـ”جهود الحكومة العراقية وموافقتها على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبية”، معربًا عن أمله في “أن يكون التعاون الإقتصادي الإنساني، بين وزارتَي الصحة اللبنانية والنفط العراقية، بداية لتعاون طويل الأمد، يفعل في المستقبل القريب لما فيه مصلحة البلدين”.

مواقف الرئيس عون جاءت خلال إستقباله، قبل ظهر اليوم (الخميس الأول من نيسان/ أبريل 2021)، في قصر بعبدا، وزير الصحة والبيئة في جمهورية العراق، الدكتور حسن التميمي، على رأس وفد ضمّ رئيس الدائرة العربية في وزارة الخارجية، الدكتور أسامة الرفاعي، القائم بإعمال السفارة العراقية في لبنان، امين عبد الله النصراوي، الوكيل الإداري لوزارة الصحّة، الدكتور هاني موسى العقابي، مستشار وزير الصحة، الدكتور جواد إبراهيم، مدير مستشفى زين العابدين، صفاء الحسيني، ومستشار السفارة العراقية، أحمد جمال.

وحضر عن الجانب اللبناني وزير الصحّة العامّة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور حمد حسن، وعدد من معاونيه، الوزير السابق، سليم جريصاتي، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحّية، الدكتور وليد خوري، المدير العام لرئاسة الجمهورية، الدكتور أنطوان شقير، مدير الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين، السفير علي المولى، والمستشارون رفيق شلالا وأنطوان قسطنطين وأسامة خشاب.

التميمي

في بداية اللقاء الذي تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين لبنان والعراق، بالإضافة إلى التحضير لإتفاقية تزويد لبنان بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبّية والصحّية، تحدّث الوزير التميمي، فشكر الرئيس عون على إستقباله الوفد، ونقل إليه “تحيّات كلّ من رئيسي الجمهورية العراقي، برهم صالح، ومجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي”، لافتًا إلى أنّ زيارته والوفد “تهدف إلى دعم الشعب اللبناني في مواجهة جائحة كورونا وجهود وزارة الصحة، بالإضافة إلى مناقشة الملفّات التي تُساند جهود وزارتَي الصحّة للنهوض بالواقع الصحّي في البلدين، والقضاء على هذه الجائحة، وبعض الإتّفاقيّات التي وقّعت عليها الوزارتان وسبل تفعيلها”.

وأعرب عن سعادته لـ”تأطير العلاقة في الجانب الصحّي مع لبنان”، متمنيًّا “أن تكون هناك إتّفاقيّات أخرى واعدة في هذا المجال في ظلّ التعاون القائم”، لافتًا إلى أنّ “تواجد اللبنانيّين في العراق كبير، وهناك فِرق طبّية لبنانية في القطاعين العام والخاص، والكثير من العمالة اللبنانية في مجالات النفط والسياحة والفندقة”.

وقال: “إنّ الحكومة العراقية مهتمّة جدًّا بأشقّائنا في لبنان، فبعيدًا عن الحالة الإنسانية، لبنان والعراق بلدان شقيقان، والشعب اللبناني تعرّض لحالة طارئة بعد إنفجار المرفأ التي أثّرت بشكل كبير على الإقتصاد العراقي. وكذلك، فإنّ الظروف متشابهة بين البلدين، ما يقرّب في وجهات النظر، ويشعر الشعبين بعضهم ببعض”، وأكّد تطلّعه “لزيارة وزير الصحّة اللبناني للعراق لتطبيق الإتّفاقيّات الثنائية”.

رئيس الجمهورية

وردًّ الرئيس عون مرحبًّا بالوفد، متمنيًّا له التوفيق في زيارته، معربًا عن شكره “للعراق حكومة وشعبًا لتضامنه مع لبنان وتقديم المساعدة له مرارًا بعد إنفجار مرفأ بيروت، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها”، متمنيًّا نقل تحيّاته إلى “الرئيسَين صالح والكاظمي والقيادة العراقية”.

ونوّه رئيس الجمهورية بـ”علاقة الأخوة والصداقة بين لبنان والعراق وشعبَيهما”، لافتًا إلى “أواصر القربى بينهما والتي تمتدّ عبر التاريخ”، متمنيًّا أن “تكون زيارة الوفد الهادفة إلى تعزيز التعاون الإقتصادي الإنساني بين وزارتَي الصحة اللبنانية والنفط العراقية، بداية لتعاون طويل الأمد يُفعّل في المستقبل القريب”، لافتًا إلى المحادثات التي أجراها مع المسؤولين العراقيّين «خلال الزيارة الرئاسية إلى العراق»، معتبرًا أنّ “التعاون الحاصل هو ثمرة تلك المحادثات”.

وأكّد الرئيس عون إستعداده الكامل “لتسهيل تطبيق الإتّفاقيّات بين البلدين”، معربًا عن أمله في “التوصّل إلى سوق مشتركة بين دول المشرق الذي لطالما سعى إلى تحقيقها سابقًا قبل التطوّرات والحروب التي شهدتها دول المنطقة”، كاشفًا أنّه سيعاود “درس إمكانية طرح هذه المبادرة من جديد”، متمنيًّا على الوزير العراقي “طرحها على القيادة العراقية”.

وهنّأ الرئيس عون العراق وشعبه على “نجاح الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس، الشهر الماضي، للعراق”، معتبرًا أنّها “إنتصار لمبادىء الحفاظ على التنوّع الديني والطائفي والثقافي والتعدّدي في المنطقة”، معربًا عن تقديره عاليًا “لجهود الحكومة العراقية وموافقتها على طلب لبنان تزويده بالنفط الخام مقابل الخدمات الطبّية اللبنانية”، معربًا عن أمله في “أن تساهم الإتفاقية الصحّية التي أقرّ مجلس النواب، أخيرًا، قانونًا يرمي إلى إبرام المعاهدة ذات الصلة في تعزيز التعاون بين البلدين”.

وأمل الرئيس عون في أن “يكون هناك تعاون بين لبنان والعراق في جامعة الدول العربية والمحافل الدولية في سبيل تشجيع العودة الآمنة للنازحين السوريّين إلى أرضهم”.

حسن

ثم تحدّث الوزير حسن، فوجّه التحيّة والشكر إلى الوفد ومن خلاله إلى القيادة العراقية والشعب العراقي، مؤكّدًا أنّ “هذا اللقاء يحمل بأبعاده تظهير المعاهدة التي حصلت سابقًا وفي عهدكم، ولنا الشرف، اليوم، أن نستكمل الإتّفاقية ذات الصلة ونجد لها أطرًا تنفيذية لمرحلة تكون عابرة، إن شاء الله، لظروفها المعقّدة على كافّة المستويات. ونحن نتطلّع مع معالي الوزير، التميمي، للأخذ بأسس هذه المعاهدة، والعمل على تطويرها على مستوى الخدمات الطبية وتبادل الخبرات والكوادر التي يتميّز بها لبنان”. وقدّر عاليًا “الإهتمام الذي تبديه القيادة العراقية بمؤازرة لبنان في الفترة الصعبة التي يمرّ بها، والتي تظهر تبعاتها السلبية على موضوع إنتاج الطاقة وغيرها من القضايا”، متمنيًّا “التوصّل بدعم من فخامة الرئيس ومؤازرته إلى تطبيق عملي لمبدأ وعنوان: النفط مقابل الخدمات الطبية، اللذين يحملان البعد الإقتصادي والإنساني في آن”.

وبعد اللقاء، صرّح الوزير حسن، فقال: “نوجّه الشكر لرئيس الجمهورية على دعمه لإطار التفاهم الذي صدر بموجب قانون في المجلس النيابي، منذ يومَين، ويتوَّج، اليوم، من خلال زيارة معالي وزير الصحة والبيئة العراقي، الدكتور حسن التميمي، الصديق، والوفد المرافق مع سعادة القائم بالأعمال كي نبحث في المعاهدة التي أقرّت في أيلول 2019، والتي أصبحت قانونًا صادق عليه مجلس النواب اللبناني. وإنّنا نطمح، من خلال زيارة معالي الوزير والجلسات والنقاشات والإتّفاقيّات، أن نبلور إطارًا تنظيميًّا، لاحقًا، لكي تكون الإتّفاقية الصحّية الطبّية باكورة ما نطمح إليه في ظلّ هذه الظروف المعقّدة على الصعيد العالمي، وخاصة التي نمرّ بها في لبنان”.

أضاف: “إنّنا، معالي الوزير، نريد أن نحيّيكم على مبادرتكم الإنسانية والهبة التي منحتموها لوزارة الصحة اللبنانية لمساعدة الشعب اللبناني، وكما أشرت معاليك، فإن العلاقة هي علاقة أخوّة وصداقة تاريخية، وكما أشار، اليوم، فخامة الرئيس، فإننا نطمح لتوسيعها لتطال أطرًا إقتصادية نفطية وصولًا إلى سوق مشرقية بدعم من فخامته”.

التميمي

ثم صرّح الوزير التميمي، فقال: “تشّرفنا، اليوم، بلقاء فخامة الرئيس عون في قصر بعبدا، ونقلنا تحيّات فخامة الرئيس العراقي ودولة الرئيس الكاظمي والحكومة العراقية والشعب العراقي إلى شعب لبنان الشقيق. إنّ هذه الزيارة كانت لإسناد جهود وزارة الصحة اللبنانية لمجابهة جائحة كورونا، وكذلك لدعم جهودها من خلال تقديم مساعدات وأجهزة طبّية تساهم في تقليل تأثيرات الجائحة على الشعب اللبناني الشقيق. وتمّت مناقشة الإتّفاقية العراقية- اللبنانية الموقّعة بين وزارتَي الصحة العراقية واللبنانية في إطار الإتّفاقيّات المشتركة لدعم القطاعَين الطبّيَّين العراقي واللبناني وتبادل الخبرات الطبية، وذلك، أولًا، لمواجهة الجائحة، وثانيًا، في مجال توفير الدعم الكامل للوزارتًين من خلال الخبرات المتواجدة في البلدَين، وإتّفاقية الإطار المشتركة التي أكّد عليها فخامة رئيس الجمهورية، والتي يجب أن تدخل حيّز التنفيذ. وهناك توجّه حكومي عراقي لدعم الأخوة في لبنان في جميع الإتّجاهات، ومنها في مجال التعاون الصحّي الكبير”.

أضاف: “إتفقنا مع معالي الوزير على تشكيل فريق عمل مشترك بدأ العمل، منذ الآن، على مستوى الخبراء لتطبيق هذه الإتّفاقية، لا سيّما في مجال الإستفادة من خبرة الأخوة اللبنانيّين في إدارة المستشفيات وفي الدعم اللوجستي في أمور الخدمات التمريضية والطبّية”.

وتابع: “لدينا تعامل سابق مع المستشفيات اللبنانية وتبادل عمل مشترك. وقد أكّد، اليوم، رئيس الجمهورية على ضرورة تفعيل هذه الإتّفاقيّات بشكل كبير، كما أثنى على دعم العراق والحكومة العراقية، قيادة وشعبًا، للشعب اللبناني. وإن شاء الله ستكون هناك، خلال اليومَين المقبلَين، حركة من قِبَل وزارتَي الصحّة العراقية واللبنانية للبدء في تطبيق هذه الإتّفاقية، لا سيّما وأن العراق يشهد، اليوم، حركة عمرانية في مجال البنى التحتية للقطاع الصحّي من خلال إستحداث العشرات من المدن الطبّية التي ستدخل إلى الخدمة”.

وختم التميمي شاكرًا “الجمهورية اللبنانية، حكومة وشعبًا، ورئيس الجمهورية على حفاوة الإستقبال والملاحظات القيّمة التي أبداها خلال الإجتماع، ووزير الصحّة وقيادة الوزارة والشعب اللبناني، وإن شاء الله ستشهد الأيام المقبلة تعاونًا كبيرًا في المجال الصحّي بين البلدين”.


Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *