مؤتمر بروكسل من أجل سوريا.. المشرفية يذكّر بأنّ “لبنان من ضمن البلدان المهدَّدة بإنعدام الأمن الغذائي”


جدّد وزير الشؤون الإجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال، البروفسيور رمزي المشرفية، التذكير بأنّ لبنان، الذي يستضيف منذ العام 2011 أكبر عدد من اللاجئين السوريين لكلّ فرد في العالم، كان “من المفترض أن ينتقل من الإستجابة الإنسانية إلى مقاربة تنمَوية مستدامة، ولكنّ ذلك لم يحصل، بسبب الأزمات المتلاحقة التي أدّت إلى إزدياد الأوضاع سوءًا، ونتج عنها إرتفاع دراماتيكي في مستوى الفقر”.

وقال في جلسة حوار ضمن فعاليات “مؤتمر بروكسل الخامس من أجل دعم مستقبل سوريا والمنطقة”، بعنوان “التنمية الإقتصادية وسبل العيش المستدامة في المنطقة”، والذي عُقد عبر تطبيق “زوم”: “إنّ تفاقم نسبة الضعف والهشاشة لكلّ من المجتمعات اللبنانية المضيفة والنازحين السوريين، وإزدياد الحاجات بشكل كبير، يمكن أن تتسبّب في نزوح إضافي في صفوف اللبنانيين والنازحين السوريين”، مذكّرًا بتحذير منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، في آخر تقرير لها بأنّ “لبنان من ضمن البلدان المهدَّدة بإنعدام الأمن الغذائي”.

وحذّر الوزير المشرفية من “إرتفاع التوتّرات بين النازحين السوريين والمجتمعات اللبنانية المضيفة، بسبب جملة أسباب يأتي في طليعتها التنافس على فرص العمل التي تتطلّب مهارات متدنّية، إذ بلغت 92%، في حين بلغ التنافس على الحصول على الخدمات العامّة من مياه وكهرباء وتعليم نحو 32.8%، وفق المسح التاسع، الصادر عن برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي ومنظَّمة “ARK”، الخاص بالتوتّرات الإجتماعية في جميع أنحاء لبنان”.

وقال: “أمام هذا الواقع، لم نقف مكتوفي الأيدي. لقد حاولنا نزع فتيل التوتّرات من خلال تطبيق مبدأ مراعاة حساسية النزاع، وإتّباع نهج عدم إلحاق الضرر في خطّة لبنان للإستجابة”.

أضاف: “حتى لا نترك أحدًا وراءنا، نحن حرصاء على ضمان الوصول إلى خدمات الحماية الإجتماعية الشاملة للفئات الأكثر ضعفًا من خلال إتّباع نهج واحد، يُحدّد على أساس مستوى الضعف، من دون أي تمييز على أساس الجنسية”.

وأشار إلى أنّ “لبنان، منذ العام 2011، تلقى نحو 8.807 مليار دولار من التمويل في إطار خطّة لبنان للإستجابة للأزمة، في حين أنّ الأزمة السورية كلّفت لبنان نحو 46 مليار دولار”، داعيًا الجهات المانحة إلى “زيادة الإستثمار في مشاريع البنية التحتية والزراعة لتحقيق التنمية الإقتصادية وفرص عمل مستدامة”.

وقال: “يجب علينا ضمان إستهداف المجتمعات المضيفة والنازحين بطريقة متوازنة، وبما يتوافق مع القوانين والأنظمة اللبنانية. يجب أن نتجنّب خلق بيئة من عدم الإستقرار الإجتماعي، خصوصًا بعد إغلاق العديد من المؤسّسات أخيرًا في عدد كبير من القطاعات وفقدان فرص العمل”.

وختم كلامه بتوجيه الشكر إلى الدول المانحة والأمم المتّحدة والإتّحاد الأوروبي على جهودهم لتنظيم هذا المؤتمر، ودعاهم إلى “الإستمرار في دعمهم للبنان”.


Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *