عون يريد المفاوضة بالحكومة لإلغاء العقوبات على صهره.. أبو فاعور: يعلم جيّدًا أنه مُني بهزيمة كبيرة ولن ننجرّ لصراع طائفي


أكّد عضو كتلة اللقاء الديمقراطي، النائب وائل أبو فاعور، أن “الحزب التقدمي الإشتراكي، ومنذ بداية وصول ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، كان في موقع المعارِض، وليس في موقع المعارض فحسب، بل كان في موقع المستهدَف”.

كلام أبو فاعور جاء في لقاء معه، عبر تقنية “zoom”، نظّمه مكتبَي مفوَّضية الإعلام ومفوَّضية الثقافة، في وكالة داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي، وذلك في سياق التواصل المستمر مع الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.

وتابَع أبو فاعور: “وجميعكم تتذكّرون، ونتذكّر، الجولات الإستفزازية التي قام بها جبران باسيل، والتي إنتهت إلى ما إنتهت عليه من مقتلة مؤسفة في منطقة الشحار، وأيضا القانون الإنتخابي، والذي كان هدفه الأساسي إقصاء وليد جنبلاط، وتخفيض حجم تمثيل وليد جنبلاط، فضلًا عن تشكيل الحكومات والتعيينات الإدارية والأمنية وما رافقها من محاولات إنقضاض على تمثيل وليد جنبلاط، ولا ننسى، بالطبع، الحكومة الأخيرة، والتي هي معادية لنا، وهي فعليًّا صنيعة هذا العهد وأداته.”

وكان الهدف من اللقاء، كما عرضته ممثلة مفوَّضية الإعلام في الشوف، لما حماد، هو تصويب الخطاب على مواقع التواصل الإجتماعي، وقد حضر اللقاء: أمين السر العام في الحزب، ظافر ناصر؛ مفوَّض الإعلام، صالح حديفه؛ مفوَّض الثقافة، فوزي أبو ذياب؛ مفوَّض المعلوماتية، فراس أبو شقرا؛ وكيل داخلية الشوف، د. عمر غنام؛ ممثل مفوَّضية الثقافة في الشوف، غازي صعب؛ معتمدون ومدراء فروع حزبية، أعضاء مكتبَي الإعلام والثقافة، وجمع من الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي.

وأوضح أبو فاعور أنه “منذ أربع سنوات ونصف، ونحن في خضم معركة مع العهد وأدواته، وقد أصبح بقيّة الأفرقاء السياسيين يشعرون الآن بقساوة وضراوة هذه المعركة، ويقاسون ما نقاسيه نحن منذ بداية هذا العهد”، مذكّرًا بأن “رئيس الحزب، وليد جنبلاط، وقف وحيدًا ضد هذا المسار السياسي، وحاول جاهدًا، مع جميع الأطراف الداخلية والخارجية المؤثِّرة، منع وصول ميشال عون إلى سدّة الرئاسة، وهو أول من حذّر من أن وصول ميشال عون إلى الرئاسة، بشعاراته التدميرية، سيقود إلى الإنهيار، وها قد وصلنا فعلًا إلى الإنهيار، وقد يقود البلد إلى حرب إضطرابات بفعل حجم الخطاب المتشنّج داخليًّا في لبنان، وحجم العلاقات غير الوديّة التي قادها بين المكوِّنات اللبنانية، وأدّت إلى تأزّم طائفي شديد، لا لشئ، إلّا لأن ميشال عون، وبحسب إعتقادي وتصنيفي، ينتمي إلى الماضي وإلى فكر سابق للمصالحة وعصيّ عليها، ويريد أن يبني مجده عل التطرف الطائفي”.

وأضاف أن “لا بدّ وأنّكم تتذكّرون، كم من محاولة قام بها رئيس الحزب، وليد جنبلاط، من أجل الحفاظ على العلاقة مع العهد والتيار الوطني الحر، تحت عنوان المصالحة، وذلك إنطلاقًا من حرصه على المصالحة في الجبل، في حين أنهم لا يوفّرون فرصة إلا ويستغلّونها لإعادة التذكير بالحرب الأهلية، وبثّ السموم من خلال خطاباتهم الطائفية المقيتة والمستمَدَّة من الحقد التاريخي على وليد جنبلاط وما يمثّل، غير أن المرحلة الأصعب قد ولّت، ولم يبق من عمر هذا العهد سوى سنة ونصف، ولم يعد يعني ميشال عون إرثه، أو ما قد يُكتب عنه في التاريح، جُلّ ما يعنيه هو ماذا سيترك لتياره من بعده، وما الممانعة التي يمارسها في موضوع تشكيل الحكومة، وحسب إعتقاده، سوى ضمانة لموقع وازن في المستقبل”.

وأكّد النائب أبو فاعور أنّ “ميشال عون يعلم جيّدًا أنه مُني بهزيمة كبيرة على مستوى الرأي العام، وأنه خسر الكثير من قواعد تأييده السياسية نتيجة تحميله مسؤولية ما وصل إليه البلد في أربع سنوات. لذلك، فهو اليوم يستسيغ هذه المعركة السياسية، الطائفية، لأنّه يعتقد أنها تستردّ شعبيّته على المستوى المسيحي، ولهذا حاولوا قلب معاني كلام الرئيس الحريري الإيجابي عن المناصفة، لأنّهم يريدون أن يستنبطوا صراعًا، إسلاميًّا مسيحيًّا، على الصلاحيات كي يعودوا ويرموا شعبيّتهم بالإدّعاء أنّهم يدافعون عن مصالح المسيحيين، وهُم لذلك يريدون أن يفتعلوا إشتباكًا سياسيًّا مع الرئيس سعد الحريري بصفته الإسلامية، وأن يفتعلوا إشتباكًا سياسيًّا مع وليد جنبلاط بصفته التاريخية، كي يبنوا عصبيّة سياسية لتيارهم”، منبِّهًا إلى “عدم السماح لأحد بجرّنا إلى ساحة صراع طائفي لا نريدها، فحزبنا بالأساس حزب متنوِّع، ولم يخض يومًا أيّ مواجهة إلّا بخلفية وطنية”.

وحذّر أبو فاعور من الذهاب إلى شعارات طائفية في ردود الفعل، والخطابات والمواقف على مواقع التواصل الإجتماعي، وتحديدًا في منطقة حسّاسة كمنطقة الشوف ومنطقة الجبل بشكل عام، قائلًا: “أولًا، لأنّ هذا الأمر لا يشبهنا في تكويننا وفي قناعاتنا؛ ثانيًا، لأنّنا نخوض معركة وطنية، غير طائفية؛ وثالثًا، لأنّنا مؤمنون بمصالحة الجبل، ليس فقط لأنها تعبّر عن سلمية العلاقات في الجبل، بل أيضًا لأنها سمحت لمعركة السيادة والإستقلال أن تُخاض في العام 2005. وهي، أي المصالحة، أمر لا عودة ولا رجوع عنه في فكر وعقل وليد جنبلاط والحزب التقدمي الإشتراكي”، متمنِّيًا على الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي “الردّ على الخطاب العدواني، التحريضي، الطائفي البغيض، والخطاب العنصري الذي يعبّر عنه بعض أنصار التيار الوطني الحر، بمنطق وطني”، “فتاريخنا حافل بالإنجازات والشواهد الوطنية المشرِّفة، ولا يجوز لنا الإنجرار إلى حيث يريدون”.

وتوقف أبو فاعور عند موضوع الحكومة، وتعنّت رئيس الجمهورية حيال تشكيلها، ورفضه جميع طروحات الرئيس المكلف، سعد الحريري، قائلًا: “إننا ذاهبون بإتجاه أفق مسدود في ضوء تمسّك عون وتياره بالثلث المعطِّل، ونحن ندعو الجميع إلى رفض هذا المطلب لعدم تكرار الخطيئة التأسيسِيّة المتمثّلة بإنتخاب عون للرئاسة، فعون يريد تعويم صهره، جبران باسيل، عن طريق إيجاد موقع وازن له على الطاولة، وإعطائه القدرة على التحكّم، مستقبَلًا، في اللعبة السياسية، وفي موضوع رئاسة الجمهورية والحكومة. ولا ننسى، طبعًا، مسألة العقوبات على جبران باسيل، فعون يريد مفاوضة الفرنسيين والأميركيين في ملف الحكومة عَلّه يتمكّن من إقناعهم بإلغاء العقوبات المفروضة على صهره”، مؤكِّدا أنه “لا وجود لجبهة معارضة مكوَّنة من: الإشتراكي؛ المستقبل؛ والقوات اللبنانية. وليس هناك، في الوقت الحالي، من مشروع إنقاذ، لأنّه وفي حال تشكّلت الحكومة ستقوم بإتخاذ قرارات صعبة وغير مقبولة شعبيًّا؛ ثانيًا، لن تتمكّن من الإنقاذ لعدم توفّر التمويل، فالدول العربية لن تهبَّ لمساعدة لبنان قبل أن تلمس تحوّلًا في الموقف الرسمي اللبناني تجاه القضايا الموجودة في المنطقة”.

وأبدى النائب أبو فاعور إرتياحه الشديد لعلاقة الحزب التقدمي الإشتراكي مع جمهوره، مؤكِّدًا أن “علاقتنا تتحسّن، بشكل كبير، مع جمهورنا ومحيطنا، ويوما بعد يوم، يدرك الجمهور، أكثر وأكثر، أنّ وليد جنبلاط هو الضمانة، ويدرك أنّ الحزب الإشتراكي هو الوحيد المهجوس بهذا المجتمع، وهو الوحيد القادر على تحمّل مسؤوليته والوقوف إلى جانبه” مشيرًا إلى “أنّنا قد نكون مقبلين على إنتخابات فرعية، في شهر حزيران المقبل، ونحن معنيون بها في دائرتَي الشوف وعاليه، لذلك يجب أن نكون مستعدّين للأمر”.

في ختام اللقاء فتح المجال أمام مداخلات وأسئلة المشاركين، والتي تناولت مواضيع مختلفة، سياسية، إجتماعية، ومعيشية.


Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *