الكعكي: إيران دولة فاشلة


كتب عوني الكعكي:

للأسف الشديد، فإنّ آية الله الخميني، ومنذ عودته من منفاه، حوّل إيران من دولة ناجحة الى دولة فاشلة.

قد يتساءل الكثيرون: كيف تكون إيران دولة فاشلة، وهي تسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟ أليس هذا دليل إنتصار لإيران، خصوصًا أنها تحوّلت إلى رقم صعب في المنطقة؟

رَدّي على ذلك، أنّ مقياس الفشل أو النجاح هو الإقتصاد، وليس أي مقياس آخر.

ففي نظرة إقتصادية موضوعية إلى الدول الأربع، نجد أنّ العراق، كان قبل الحرب العراقية- الإيرانية دولة غنية، إحتياطيّ البنك المركزي يفوق الـ800 مليار دولار… في حين تَحوّل العراق الى دولة «مدينة» عاجزة، يحاول الحصول على قرض من البنك الدولي، بقيمة أربعة مليارات وخمسماية مليون دولار، ليدفع رواتب موظفي الدولة وأفراد الجيش والقوى الأمنية، عدا عن ديون لإعادة العراق كما كان قبل الحرب بحاجة الى ألف مليار دولار أخرى فمن أين سيحصل العراق عليها؟

أمّا سوريا فقد تركها الرئيس حافظ الأسد، عام 2000، ولم تكن مدينة ولو بدولار واحد، وكان الدولار فيها يعادل خمسين ليرة سورية… أمّا اليوم، فإنّ الدولار يعادل 3500 ليرة سورية. والأهم أنّ ديونها فاقت الألف مليار دولار، وأهم من ذلك كله أنه لا يوجد فيها طحين ولا غاز ولا بنزين، والجوع يجتاحها، والله يستر.

أمّا لبنان، وبفضل «الحزب العظيم»، وتحت شعار الممانعة والمقاومة والتحرير، فقد تحوّل من سويسرا الشرق، ومستشفى العرب وجامعتهم وقبلة طلابهم، إذ كان يضم أرقى المستشفيات وأفضل الجامعات كالجامعة الاميركية، والجامعة اليسوعية… الى بلد يفتقر الى ذلك كله…

ويكفي أنّ لبنان «بنك العرب»، الذي كان يستقطب أصحاب رؤوس الأموال العربية، الذين وضعوا أموالهم في مصارفه بسبب الإستقرار النقدي والسياسي أولًا، وبسبب هروب المتموّلين العرب من دولهم وأنظمتهم بعد التأميم، خصوصًا في سوريا والعراق، الى الإنقلابات العسكرية ثانيًا، وبسبب السرّية المصرفية التي كانت تُحاكي ما هو موجود في سويسرا ثالثًا… تشبهًا بمالية وجمالية سويسرا.

أمّا في اليمن… فلا حاجة للإستفاضة في الحديث عن هذه الدولة «المظلومة» فقد أضحى اليمن السعيد، فقيرًا، يتقاتل قسم من شعبه مع القسم الآخر. ولم يعد أحد قادراً على حكمه… وحده الشاويش الرئيس علي عبد الله صالح استطاع حكم هذا البلد أطول وقت في تاريخه الحديث.

وكي لا نذهب بعيدًا، ونهرب من شعار السيطرة على أربع عواصم عربية، نطرح السؤال البسيط التالي: هل كانت إيران إقتصاديًّا وصناعيًّا وإجتماعيًّا وماليًّا وعسكريًّا، أفضل أيام الشاه، أم أيام الخميني؟

أولاً: على الصعيد المالي، وبمقارنة بسيطة، يكفي القول إنه في عهد الشاه، كان كل دولار يعادل 4 تومان، أمّا أيام الخميني فكل دولار صار يعادل 350 ألف تومان. فهل يصدّق أحد هذا الكلام؟

ثانياً: أيام الشاه، هناك معامل سيارات، مثل معامل سيارات رينو وبيجو، كانت موجودة بالإضافة الى سيارات شركة فورد.

طبعاً الصناعة أيام الشاه كانت في القِمّة، وكادت إيران تكون من بين أوائل الدول الصناعية في العالم.

أمّا عسكريًّا فكانت إيران تُعتبر خط الدفاع الأول عن أميركا بمواجهة الإتحاد السوڤياتي، وكانت أحدث الطائرات الأميركية تصل الى الجيش الإيراني الذي تعتبره أميركا الحليف الأول في العالم قبل إسرائيل.

وكانت إيران بُعبُع الخليج العربي وجميع بلدان المنطقة، وبفضل آية الله الخميني ومشروع ولاية الفقيه صارت إيران عدوًّا حقيقيًّا لكل العرب.

أمام كل ما ذكرت، فإنّ سؤالًا يطرح نفسه وبإلحاح: هل مصلحة لبنان هي مع «ولاية الفقيه»، أم أنّ المصلحة يجب أن تكون مع العرب؟..

هل يحالف لبنان الفقر والعَوَز والحاجة، أم يتحالف مع مَن يساعده في الخروج من أزمته ليعود مستقرًّا غنيًّا يستحق بالفعل لقب «سويسرا الشرق»؟


El-Shark

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *