كلودين عون: اشراك النساء في قرارات الأمن والسلام وحمايتهن يسهمان في التخفيف من النزاعات وتزعزع الأمن

عقدت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة في لبنان، الاجتماع الأول للجنة التنسيقية الوطنية المتخصصة بالمرأة في الأمن والدفاع، جاء متابعة لمقررات اجتماع اللجنة التسييرية لتنفيذ خطة العمل الوطنية لتطبيق قرار مجلس الامن 1325 حول المرأة والسلام والأمن التي التزمت الحكومة اللبنانية تنفيذها، ويهدف الى إطلاق عمل اللجنة واعتماد آلية عملها.

شارك في الاجتماع، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة كلودين عون، رئيسة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في لبنان رايتشل دور ويكس، مديرة مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أسمى قرداحي، رئيسة الوحدة الاستشارية لشؤون النوع الاجتماعي في “اليونيفيل” عفاف عمر، المنسقة الوطنية لتنفيذ خطة العمل الوطنية 1325 وأمينة سر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ميرين معلوف أبي شاكر، الى ممثلات وممثلين عن قيادة الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام والمديرية العامة لأمن الدولة، وعن وكالات الأمم المتحدة المعنية (هيئة الأمم المتحدة للمرأة، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا – الاسكوا، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان، اليونيفيل، المفوضية السامية لحقوق الإنسان).

كلمة كلودين عون

افتتح اللقاء بكلمة للسيدة كلودين عون، قالت فيها: “قد يجدر التساؤل عن المقصد من إصدار مجلس الأمن للأمم المتحدة في 31 تشرين الأول من العام 2000 قرارا بالإجماع حول المرأة والأمن والسلام، إذ أن الرجل كما المرأة يعاني عندما يفتقد الأمن ويغيب السلام. لكن في الواقع تختلف المعاناة بين النساء والرجال”.

Aoun Roukoz 20202010

وأشارت الى أنه “على مر العصور والحضارات المتعاقبة، ظهر الرجال خلال النزاعات على أنهم الفاعلون المقررون في نشوبها كما في اخمادها، فيما بدت النساء مكتفيات بتحمل نتائجها وبتضميد الجروح الناتجة عنها. والأمر لم يتبدل مع تطور البشرية وتقدم التقنيات، وأتت الحروب التي شهدتها بلدان كيوغسلافيا وراوندا في النصف الثاني من القرن العشرين، لتبين أن العنصر النسائي لا يزال يشكل أكثرية الضحايا المدنية التي تخلفها الحروب، وأكثر من ذلك، أنه العنصر الذي يمكن استغلاله لاستخدامه كسلاح ضاغط من جانب الأطراف المتنازعة. السبب في ذلك، كون النساء والفتيات لا يزلن يشكلن الحلقة الضعيفة في معظم المجتمعات، إذ ليس للنساء عامة من العالم، عدى بعض الاستثناءات القليلة، دورا حقيقيا في القيادة واتخاذ المبادرات على الأصعدة كافة وعلى جميع المستويات. لذلك رأى مجلس الأمن للأمم المتحدة الذي تنص مسؤوليته الأولى، حسب الميثاق الأممي، على حفظ السلام والأمن الدوليين، أن اشراك النساء في اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن والسلام وتوفير ترتيبات مؤسساتية فاعلة لضمان حمايتهن، قد يسهمان بدرجة كبيرة في التخفيف من مخاطر اندلاع النزاعات وتزعزع الأمن، وفي التقليل من وطأة نتائجها”.

أضافت: “نلتقي اليوم في الاجتماع الأول للجنة التنسيقية المتخصصة بموضوع المرأة في الأمن والدفاع المنبثقة عن اللجنة الوطنية التسييرية 1325. تتمحور التدخلات التي تضمنتها الخطة الوطنية لتطبيق القرار 1325، حول موضوعي: مشاركة النساء في اتخاذ القرارات وإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في السياسات والبرامج التي تنفذها الجهات الأمنية والدفاعية، وذلك خلال حقبات السلام كما خلال النزاعات. سوف تنسق الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية أعمال هذه اللجنة التي تتشارك فيها الجهات المسؤولة عن الأمن والدفاع مع الجهات الأممية الداعمة. وأود هنا أن أعرب عن شكري لوكالات الأمم المتحدة التي لم تدخر جهدا في تقديم الدعم للمؤسسات الوطنية لمساعدتها على القيام بواجباتها تجاه المواطنين في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن، كما لمساعدتها على الالتزام بالتعهدات الدولية التي قطعتها على نفسها. ولا بد لي هنا من أن أشير إلى أنه على الرغم من الظروف الضاغطة، يتقدم لبنان بخطى سريعة في مجال مشاركة المرأة في قطاعي الدفاع والأمن، فمشاركة النساء في الكلية الحربية تبلغ 43% ونسبة النساء من الرتباء كما من الجنود هي 5.5% وهن يشكلن 1.5% من عدد الضباط ولدى الجيش اللبناني خمس ضابطات برتبة عميد”.

وذكرت عون أنه بـ”الرغم من أن الموازنة محدودة، إلا أن المديرية العامة للأمن العام أوردت في خطتها الاستراتيجية هدف زيادة تدريجية لتطويع النساء في صفوفها”. وأشارت إلى انه “في إطار الخطة الاستراتيجية الخمسية التي اعتمدتها، تتطلع قوى الأمن الداخلي إلى التحول إلى “شرطة مجتمعية” تعتمد على تعاون أكبر مع المجتمع”.

وتابعت: “نعرف جميعا ان القطاعات الأمنية في لبنان تبذل جهودا كبيرة في محاربة الآفات الاجتماعية المسيئة بنوع خاص إلى النساء والفتيات، ومنها ظاهرة العنف المبني على النوع الاجتماعي والاتجار بالبشر والتنمر بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي”.

وختمت: “هذه المجالات وسواها تدخل ضمن اهتمامات الخطة الوطنية لتطبيق القرار 1325، ومن النتائج الرئيسية التي تتوخاها هذه الخطة، زيادة نسبة مشاركة المرأة في قطاعي الأمن والدفاع وزيادة مراعاة المؤسسات الأمنية لاعتبارات مقاربة النوع الاجتماعي وفهمها. وفي هذا السبيل سوف تتشارك في بذل الجهود. أتمنى لكن ولنا جلسة عمل مثمرة”.

كلمة دور ويكس

بعدها ألقت السيدة دور ويكس كلمة، رأت فيها أنه “على الرغم من التحديات التي لم يسبق للبنان أن واجهها، تبقى خطة العمل الوطنية التنفيذية لقرار مجلس الأمن 1325 إطارا رئيسيا للعمل. جرى تطوير هذه الخطة من قبلكم، وهي تحدد الإجراءات الملحة المطلوبة لترجمة إلتزام الحكومة في موضوع إشراك النساء في القطاع الأمني”.

وقالت: “في 30 تشرين الأول المقبل، يحيي العالم، ونحن جميعا في لبنان، ذكرى مرور 20 سنة على صدور قرار مجلس الأمن 1325، وهو القرار الأول الذي يركز على أهمية إشراك النساء في كل الأمور المتعلقة بمسائل حفظ السلام والأمن. لنحيي هذا الحدث المهم بأن نجدد التزامنا برسالته وأهدافه وندفع قدما بعجلة إشراك المرأة في القطاع الأمني في لبنان”.

ولفتت الى ان “لبنان يقف اليوم عند مفترق طرق، ولا يزال سلامه موضع اختبار”. واعتبرت أنه “بوسع الخطة الوطنية التنفيذية للقرار 1325 إرشادنا عن كيفية تطبيق قيم المساواة والإنصاف، من خلال التركيز أكثر على دور النساء وزيادة مشاركتهن الفاعلة في مجال تعزيز استجابة القطاع الأمني لحاجات الشعوب كافة، وخصوصا في خلال هذه الأوقات العصيبة”.

معلوف ابي شاكر

ثم قدمت السيدة معلوف أبي شاكر عرضا مفصلا عن الهيكلية الإدارية للجنة التنسيقية المتخصصة بالمرأة في الأمن والدفاع، تضمن أهمية تنسيق الجهود والآليات التي ينبغي اعتمادها في المراحل كافة.

بعدها، شارك الحاضرون في ورشة عمل هدفت إلى تنظيم مجموعات العمل الفرعية واعتماد المواضيع الرئيسية وتحديد العضوية وآلية العمل في كل مجموعة.

واختتم الاجتماع باعتماد المقررات والنشاطات المتفق على تنفيذها في المرحلة الأولى التي تمتد ثلاثة أشهر، وتم إطلاق عمل المجموعات التي ستقوم بإجراء تقويم أساسي لتحديد معدل مشاركة المرأة وتحديد العقبات التي تحول دون مشاركتها في قطاعي الدفاع والأمن. كما ستعمل هذه المجموعات على تنظيم تدريبات حول مقاربة النوع الاجتماعي للقوات الأمنية والعسكرية وتحديث كل المواقع الإلكترونية ومواد الاتصال الخاصة بمؤسسات الأمن والدفاع لضمان مراعاة مقاربات النوع الاجتماعي في اللغة المستخدمة والصور المنشورة.

وستضم مجموعات العمل ممثلات وممثلين عن الوزارات والإدارات والهيئات الحكومية، وسيشارك فيها بعض منظمات المجتمع المدني المعنية ووكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة وجهات معنية أخرى.

Spread the love

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *